الأربعاء، ٧ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ

الصلاة



اللهم صلِّ وسلم وبارك على الرحمة المهداة، والنعمة المُسداة، نبينا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه، وأزواجه، ومن اهتدى بهداه.
 .
(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون ) 
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) .  
( يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً)
أ ما بعد :
لقد عظّم الإسلام شأن الصلاة، ورفع ذكرها، وأعلى مكانتها، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، كما قال النبي {بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت } [متفق عليه].
والصلاة أُم العبادات: وأفضلُ الطاعات، ولذلك جاءت نصوص الكتاب والسنة بإقامتها والمحافظة عليها والمداومة على تأديتها في أوقاتها.
  قال تعالى: ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً)
 قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
وقال تعالى:  حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى  [البقرة: 238]. 
ويقول جل وعلا: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
يقول سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُـمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِـعُونَ [المؤمنون:1-2]. 
وقال سبحانه وتعالى:  إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ  [المعارج: 23،22].
وكان آخر وصايا النبي  قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى: { الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم } [أبو داود وصححه الألباني].
فالصلاة أفضل الأعمال: فقد سُئل النبي  عن أفضل الأعمال فقال: { الصلاة لوقتها }[مسلم].
والصلاة نهر من الطهارة والمغفرة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي  قال: { أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ } قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: { فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا } [متفق عليه].
والصلاة حفظ وأمان للعبد في الدنيا: فعن جندب بن عبدالله  قال: قال رسول الله { من صلى الصبح فهو في ذمة الله } [مسلم].
والصلاة عهد من الله بدخول الجنة في الآخرة: فعن عبادة بن الصامت  قال: سمعت رسول الله  يقول: { خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن، ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة... الحديث } [أبو داود والنسائي وهو صحيح].
والصلاة أول ما يُحاسب عنه العبد يوم القيامة: فعن عبدالله بن قرط قال: قال رسول الله {
أَوَّل ما يُحَاسَبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاة، فإنْ صَلحَتْ صَلحَ لَهُ سَائِرُ عَمَلِهِ، وإِنْ فسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ عَمَلِهِ} [الطبراني في الأوسط وهو حسن].
والصلاة نور: فقد ورد عن النبي  أنه قال: { الصلاة نور } [مسلم].
والصلاة مناجاة بين العبد وربه: قال الله تعالى في الحديث القدسي: { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي.. الحديث } [مسلم].
والصلاة أمان من النار: فعن أبي زهير عمارة بن رُويبَة  قال: سمعت رسول الله  يقول: { لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } [مسلم]. يعني الفجر والعصر.
والصلاة أمان من الكفر والشرك: فعن جابر  قال: سمعت رسول الله  يقول: { إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة } [مسلم].
وصلاة الفجر والعشاء في جماعة أمان من النفاق: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله  قال: { ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا }
لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) »

 [متفق عليه].

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً [النساء:142] إنهم يصلون، لكن صلاة العصر مع غروب الشمس، وصلاة الظهر الساعة الثانية، وصلاة المغرب مع العشاء، وصلاة الفجر مع طلوع الشمس فأين الإسلام؟ 



 
وكان الصحابة إذا حضر الخوف وامتشجت السيوف، وأشرعت الرماح وتنزلت الرءوس من على الأكتاف تركوا الصفوف لطائفة، وقامت طائفة تصلي:
نحن الذين إذا دعوا لصلاتهـم      والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا
جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا      في مسمع الروح الأمين فكبرا
فيا أخي المسلم:
بادر إلى المسجد بعد سماع الأذان مباشرة.
اترك ما في يدك فالله أكبر من كل شيء.
كن على طهارة دائماً، مستعداً لنداء الرحمن.
أسبغ وضوءك، وأكثر خُطاك إلى المساجد وانتظر الصلاة بعد الصلاة.
روح الصلاح الخشوع، فصل صلاة خاشعة.
تدبر ما يتلى عليك من القرآن أثناء الصلاة.
إياك والإلتفات في الصلاة أو النظر إلى الساعة والعبث بالملابس فإنه خلاف الخشوع.
نم مبكراً وعلى طهارة لتتمكن من القيام لصلاة الفجر بسهولة.

أحوال السلف مع الصلاة:
* يخرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب من بيته ليصلي بالناس صلاة الفجر .. يدخل المسجد .. تقام الصلاة .. يتقدم عمر و يسوي الصفوف .. يكبر فما هو إلا أن كبر حتى تقدم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسي فيطعنه عدة طعنات بسكين ذات حدين .

أما الصحابة الذين خلف عمر فذهلوا وسقط في أيديهم أمام هذا المنظر المؤلم . وأما من كان في خلف الصفوف في آخر المسجد فلم يدروا ما الخبر .. فما إن فقدوا صوت عمر رفعوا أصواتهم : سبحان الله .. سبحان الله . ولكن لا مجيب .

يتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فيقدمه فيصلي بالناس ..

يحمل الفاروق إلى بيته .. فيغشى عليه حتى يسفر الصبح . اجتمع الصحابة عند رأسه فأرادوا أن يفزعوه بشيء ليفيق من غشيته . نظروا فتذكروا أن قلب عمر معلق بالصلاة . فقال بعضهم :

إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة . فصاحوا عند رأسه : الصلاة يا أمير المؤمنين ، الصلاة . فانتبه من غشيته وقال : الصلاة والله . ثم قال لا بن عباس : أصلى الناس . قال : نعم . قال عمر : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة . ثم دعا بالماء فتوضأ و صلى وإن جرحه لينزف دماً .


* وهذا سعيد بن المسيب يقول : ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة .


*
وكان الربيع بن خثيم يقاد إلى الصلاة وبه الفالج فقيل لـه : قد رخص لك . قال : إني أسمع " حي على الصلاة " فإن استطعتم أن تأتوها فأتوها ولو حبواً .

*
وسمع عامر بن عبدالله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه (أي يحتضر) فقال : خذوا بيدي فقيل : إنك عليل .. قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه . فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات .

*
وكان سعيد بن عبدالعزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى .
نعم . بكى لا لأنه قد فاتته مباراة رياضية ، ولا لأغنية أو تمثيلية . ولكن يبكي لفوات المثوبة والروحانية . 

* وقد جاء عند الترمذي وحسنه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال " من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأو لى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق .

تارك الصلاة
-انت المقصود بقوله تعالى(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذله وقد كانو يدعون إلى السجود وهم سالمون)

-انت المقصود بقوله تعالى(ماسلككم في سقرقالوا لم نكن من المصلين)

-انت المقصود بقوله تعالى(واذا قيل لهم اركعوا لايركعون ويل يومئذ للمكذبين)

-انت المقصود بقوله تعالى(فلا صدق ولاصلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى أيحسب الإنسان ان يترك سدى)

الأحكام المترتبة على ترك الصلاة :

قال أحد السلف : أما إنهم ما تركوها، ولكن أخروها عن أوقاتها، أي إسلام لمسلمٍ يدعي الإسلام وهو يترك الصلاة حتى يخرج وقتها؟
أي دين له؟
يقول شيخ أحمد بمب في قصيدته (تزود الشبان) التي في مطلعها


سميته  سعادة الشبان ** إلي اتباع الملك الديان 

فصل في صلوات الخمس 
قد صح أن الصلوات الخمسا**فريضة حكما وقيتم لبسا
بالذكر والسنة والإجماع **فمن يكن منها علي امتناع
جحدا لها فهو كالمرتد**في الحكم يستتاب جيم العد
فإن يتب يترك وإن لم يتب**نقتله بالسيف بضرب الرقب
وليس يغسل وليس يكفن**ولا له الصلاة ليس يدفن
في المسلمين فالإمام يرسل**شخصا يواريه ولا يستقبل
قبلتنا به ومال يحصل**في بيت مال المسلمين يجعل 

عباد الله :لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، أول مايحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، تارك الصلاة كافر ، المتهاون بالصلاة من أصحاب النار، أهل الصلاة هم أهل الجنة....
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين, واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك.
اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجمع قلوبهم على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه، يا قوي يا عزيز.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِـيمُ.
ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة، ومن ذريتنا، إنك أنت السميع العليم.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.......

 إعداد الطالب الفقير إلى عفو ربه محمد با
Tel :  77 934 36 22
 ou : 70 332 03 75

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق