الجمعة، ٢٦ رمضان ١٤٣٢ هـ

حضور الصبي غير المميز إلى المسجد



حضور الصبي غير المميز إلى المسجد
السؤال: قرأت أنه لا حرج على الصبي فوق السابعة أن يصطف كباقي المصلين في الجماعة..فما حكم
من دون السابعة ..هل يبطل الصلاة؟ كذا إن مر أمام المصلين في غير الجماعة هل يبطل الصلاة ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لا حرج على الصبي المميز أن يصف مع الجماعة ، بل ينبغي تعويده ذلك وتشجيعه عليه ،
وتمكينه من الصف الأول وغيره إذا سبَق إليه .
والتمييز لا يختص بسن السابعة ، فقد يكون الطفل ذكيا نابها وهو في السادسة أو
الخامسة ، فيعقل الصلاة ، ويلتزم بآداب المسجد .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " التمييز يكون غالبا في سبع سنين، ولكن قد
يميز الصبي وعمره خمس سنين، قال محمود بن الربيع رضي الله عنه: عقلت مجََّة مجهّا
الرسول صلى الله عليه وسلم في وجهي وأنا ابن خمس سنين. فبعض الصغار يكون ذكيا يميز
وهو صغير، وبعضهم يبلغ ثماني سنين وما يميز " انتهى من "لقاء الباب المفتوح"
(13/37).
وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن الصبيان يؤتى بهم إلى المساجد ؟ فقال : "إن كان
لا يعبث لصغره ، ويكُفَ إذا نهُي فلا أرى بهذا بأسا ، وإن كان يعبث لصغره فلا أرى
أن يؤتى به إلى المسجد " انتهى من المدونة ( 195 / 1) .
فمن كان دون التمييز فلا ينبغي إحضاره ، إلا عند الاضطرار أو الحاجة ، كأن تتغيب
أمه عن البيت ولا يمكن للأب تركه في البيت بمفرده ، ونحو ذلك .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما حكم إحضار الصبيان الذين هم دون التمييز
ممن يلُبََّسُّون الحفائظ التي ربما يكون أو غالب ما يكون فيها النجاسة؟ وإذا حضروا
هل يطُرْدَون أم لا؟
فأجاب : "إحضار الصبيان للمساجد لا بأس به ما لم يكن منهم أذية ، فإن كان منهم أذية
فإنهم يمُنعون ؛ ولكن كيفية منعهم أن نتصل بأولياء أمورهم ، ونقول: أطفالكم
يشوِّشون علينا ، يؤذوننا وما أشبه ذلك ، ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يدخل
في صلاته يريد أن يطيل فيها ، فيسمع بكاء الصبي فيتجوَّز في صلاته مخافة أن تفتتن
الأم ، وهذا يدل على أن الصبيان موجودون في المساجد؛ لكن كما قلنا : إذا حصل منهم
أذية فإنهم يمُنعون عن طريق أولياء أمورهم ؛ لئلا يحصل فتنة ؛ لأنك لو طردت صبياً
له سبع سنوات يؤذي في المسجد ، وضربته سيقوم عليك أبوه ؛ لأن الناس الآن غالبهم ليس
عندهم عدل ولا إنصاف ، ويتكلم معك وربما يحصل عداوة وبغضاء. فعلاج المسألة هو: أن
نمنعهم عن طريق آبائهم حتى لا يحصل في ذلك فتنة.
أما مسألة إحضاره فليس الأفضل إحضاره؛ لكن قد تضُطْرَ الأم إلى إحضاره؛ لأنه ليس في
page 1 / 3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق